لمحة عامة:
الكوليرا عدوى حادة تسبّب الإسهال وتنجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوّثة ببكتيريا ضمات الكوليرا. ولا تزال الكوليرا تشكل تهديداً عالمياً للصحة العامة ومؤشراً على انعدام المساواة وانعدام التنمية الاجتماعية.
الأعراض:
- تسبّب الكوليرا إسهالاً مائياً حاداً ووخيماً، ويمكن للأشكال الحادة من المرض أن تؤدي إلى الوفاة في غضون ساعات إذا تُركت دون علاج.
- وقد لا تظهر أي أعراض على معظم الأشخاص المصابين ببكتيريا ضمة الكوليرا، على الرغم من وجود البكتيريا في برازهم لمدة تتراوح من يوم إلى 10 أيام بعد الإصابة، ثم تُنثَر مرة أخرى في البيئة المحيطة، ممّا قد يؤدي إلى إصابة أشخاص آخرين.
- معظم من يُصابون بعدوى المرض يبدون أعراضاً تتراوح بين الخفيفة أو المعتدلة. ويستغرق الأمر ما بين 12 ساعة و5 أيام حتى تظهر الأعراض على الشخص. وتُصاب أقلية من المرضى بإسهال مائي حاد مصحوب بتجفاف شديد.
الوقاية من المرض ومكافحته:
إن اتباع نهج متعدد الأوجه أمر أساسي لمكافحة الكوليرا والحد من الوفيات. ويُستخدم مزيج من الترصّد والمياه والإصحاح والنظافة الصحية والتعبئة الاجتماعية والعلاج ولقاحات الكوليرا الفموية.
العلاج:
- يمكن أن ينجح علاج معظم المصابين إذا تم الإسراع في إعطائهم محاليل الإمهاء الفموي. ويُذوب الكيس القياسي لمنظمة الصحة العالمية/ اليونيسف المحتوي على محلول الإماهة الفموي في 1 لتر من الماء النظيف. وقد يحتاج المرضى البالغين إلى ما يصل إلى 6 لتر من محلول الإماهة الفموي من أجل علاج التجفاف المعتدل في اليوم الأول.
- الذين يعانون من تجفاف وخيم , معرضون لخطر الإصابة بالصدمة ويلزم الإسراع في حقنهم بالسوائل عن طريق الوريد. ويُعطى هؤلاء المرضى المضادات الحيوية المناسبة من أجل تقليل مدة الإسهال، والحد من كمية المأخوذ من سوائل الإماهة اللازمة، وتقصير كمية ومدة إفراز ضمات الكوليرا في برازهم.
- ينبغي أن يبدأ جميع المرضى في تناول الطعام المحلي المنتظم المعد بشكل سليم بمجرد أن يتمكنوا من القيام بذلك بمأمونية.
- ينبغي أيضاً تشجيع الرضاعة الطبيعية.
- ويُعد الزنك علاجاً مساعداً هاماً للأطفال دون سن الخامسة، إذ يقلّل أيضاً من مدة الإسهال لديهم وقد يمنع التعرض للنوبات في المستقبل من جرّاء أسباب أخرى للإصابة بإسهال مائي حاد.
- لا يُوصى بإعطاء المضادات الحيوية بكميات كبيرة إذ ليس لها تأثير مُثبت على مكافحة انتشار الكوليرا، وقد تسهم في زيادة مقاومتها لمضادات الميكروبات.
يعد الوصول السريع إلى العلاج أمراً ضرورياً أثناء تفشي الكوليرا. وينبغي إتاحة محاليل الإمهاء الفموي في صفوف المجتمعات المحلية، بما في ذلك في النقاط المحددة للإماهة الفموية، فضلاً عن إتاحة مراكز علاج أكبر قادرة على حقن المرضى بالسوائل عن طريق الوريد ورعايتهم على مدار الساعة. وينبغي أن يبقى معدل الإماتة بين الحالات أقل من 1% بفضل الإبكار في إعطاء العلاج المناسب في وقت مبكر.
المشاركة المجتمعية:
تعني المشاركة المجتمعية أن الأشخاص والمجتمعات المحلية يشكلان جزءاً من عملية وضع البرامج وتنفيذها. وتكتسي الممارسات الثقافية والمعتقدات المحلية أهمية محورية في تعزيز الإجراءات من قبيل اتّباع ممارسات النظافة الصحية الجيدة، بما في ذلك غسل اليدين بالماء والصابون وإعداد الطعام وتخزينه على نحو مأمون والتخلص من براز الأطفال على نحو مأمون. وقد تحتاج ممارسات الجنازة للأفراد الذين يموتون من جراء الكوليرا إلى التكيف للوقاية من العدوى في صفوف الحاضرين.
وتستمر المشاركة المجتمعية أثناء الاستجابة للفاشيات مع زيادة الإبلاغ بشأن المخاطر المحتملة، وأعراض الكوليرا، والاحتياطات الواجب اتخاذها لتجنب الإصابة بها وزمن الإبلاغ عن حالات الإصابة بها ومكانه، والسعي إلى طلب العلاج فوراً عند ظهور أعراضها. وينبغي أن تكون المجتمعات المحلية جزءاً من عملية إعداد البرامج من أجل تلبية الاحتياجات، بما في ذلك فيما يتعلق بالأماكن التي يمكنهم فيها التماس العلاج والزمن المحدد لذلك.
تعليقات
لا توجد تعليقات
الرجاء تسجيل الدخول لترك تعليق.